تناقش الوثيقة فضائل شهر رمضان وخصائص العبد الصالح في هذا الشهر، مشيرة إلى أهمية الأعمال الصالحة مثل الصلاة، الصيام، والصدقة. كما تبرز أهمية قراءة القرآن وقيام الليل والاعتكاف، مع دعاء للمسلمين بأن يوفقهم لفعل الخيرات في هذا الشهر الفضيل.
2. العبد الصالح في رمضان الحمد لله الذي خص شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد .. فالعبد الصالح الذي يعرف خصائص شهر رمضان وفضائله، يـُحسن استقباله، ويفرح بقدومه، ويعمره بالأعمال الصالحة، ويجعله فرصة لمغفرة الذنوب والفوز بالجنان والتعود على أعمال البر والخير ليكون هذا شأنه في حياته إلى أن يلقى ربه . قال تعالى : { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } الحجر 99
3. برنامج العبد الصالح في رمضان وبرنامج العبد الصالح اليومي في رمضان يبدأ بصلاة الفجر في الجماعة، يدرك تكبيرة الإحرام، ويجتهد من أول يوم في تطبيق حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - : ” من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت لها براءتان : براءة من النفاق، وبراءة من النار“ رواه الترمذي وحسنه الألباني وبعد أداء صلاة الفجر يمكث في مصلاه يذكر ربه حتى تطلع الشمس، لينال ثواب الله الجزيل . فعن أنس رضي الله عنه أنه قال – صلى الله عليه وسلم - : ” من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة، تامة“ رواه الترمذي ، وصححه الألباني لشواهده
4. الصوم .. عبادة أحباب الله وينتوي في صيامه مضاعفة الحسنات ومغفرة السيئات قال – صلى الله عليه وسلم - : ” كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، يقول الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، يترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان : فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك“ متفق عليه الخلوف : رائحة الفم عند الجوع وقال – صلى الله عليه وسلم - : ” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه“ متفق عليه
5. لا تفسد صومك ويمتنع الصائم أثناء نهاره عن الذنوب والمعاصي من النظر إلى الأفلام والمسلسلات وسماع الأغاني، والخوض في الباطل باللسان من قول الكذب والزور، وإطلاق اللسان بالغيبة والنميمة ، تماما كامتناعه عن الأكل والشراب والشهوة . عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ” من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه“ رواه البخاري
6. زيِّن صيامك ويتخلل فقرات برنامجه اليومي جملة من الطاعات : - الصدقة : فعن ابن عباس –رضي الله عنهما -: ” كان رسول الله أجود الناس بالخير ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل“ رواه البخاري إطعام الطعام : من الإنفاق على إشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعَم الفقر، فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - أن رجلا سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : أي الإسلام خير؟ قال رسول الله : ” تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف“ متفق عليه
7. تفطير الصائمين : لقوله – صلى الله عليه وسلم - : ” من فطَّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء“ صححه الألباني قراءة القرآن : ويجتهد في قراءة القرآن لأنه أنزل في رمضان ، وقد كان جبريل يدارس النبي –صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان ، وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كله كل يوم ، وكان بعض السلف يختم في رمضان كل يوم مرة، وكان بعضهم يختم في كل ثلاث ليال ، وبعضهم في سبع، فيجعل له ورد يومي ثابت، يجتهد من خلاله في ختم القرآن مرات عديدة ليرقى بذلك في الجنان .
8. - قيام الليل : ويحرص العبد الصالح على قيام الليل، ويبدأ مع الإمام وينصرف بانصراف الإمام، حتى يُكتب له قيام ليلة كاملة ليكون من المغفور لهم في رمضان . قال – صلى الله عليه وسلم - : ” من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه“ متفق عليه الحج مع النبي : ويجتهد العبد الصالح في أن يفوز بأجر حجة مع النبي – صلى الله عليه وسلم - وذلك بفعل العمرة فيه، قال –صلى الله عليه وسلم - : ” عمرة في رمضان تعدل حجة معي“ متفق عليه
9. - الاعتكاف : فإن لم يستطع ذلك فيحرص على الاعتكاف في آخر عشرة أيام من رمضان في بيت من بيوت الله، لا يخرج منه . عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال : ” كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يعتكف كل رمضان عشرة ايام، فلما كان العام الذي قُبِض فيه اعتكف عشرين يوما“ رواه البخاري وفي الصحيحين عن عائشة – رضي الله عنها قالت : ” كان النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله“ شد مئزره : يعني تشمَّر للاجتهاد في العبادة
10. ليلة القدر ويجتهد في تحرِّي ليلة القدر في العشر الأواخر، وخاصة في الليالي الفردية، فعبادتها كعبادة عمر إنسان كامل تجاوز الثمانين عاما، حيث قال الله تعالى { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } القدر 3 والألف شهر تعادل أربعة وثمانين عاما تقريبا والمسلم الصالح يكثر من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم - فيها : ” اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني“ فاللهم وفقنا لفعل الخيرات ، والمسارعة إلى الطاعات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
11. اللهم بلغنا رمضان اللهم سلمنا لرمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلا يا كريم دار فضل للنشر والتوزريع الإسكندرية – جمهورية مصر العربية تليفون : 0122491044