سلسلة كيف تجدد إيمانك .مصدر الخير والشر عند الإنسان علم النفس القراني
- 1. سلسلة إيمانك تجدد كيف الخير مصدر اإلنسان عند والشر القرآني النفس علم الشامي التهامي :األستاذ 2024
- 3. 2 تذكير دوما نستحضرها التي اآليات أبرز من حتى بقوم ما يغير ال هللا إن ":تعالى قوله .الطباع وتغيير اإلصالح عن حديثنا سياق في ".بأنفسهم ما يغيروا - الرعد 11 - ،الفكرية والتصورات واألفكار العقائد تغيير دون اإلنسان أحوال إصالح يمكن ال إذ العظيم هللا وصدق ّددتح التي خصائصه ذكره ورد لذا ،اإلنسانية والمذمات النقائص وأشنع أفظع فهو ،الجهل من رُّللتحر فائقة وقدرة ذاتيا جهدا يتطلب وهذا ،الشخصية قوله منها ،قرآنية آيات عدة في منه والتنفير :تعالي ".الجاهلون أيها أعبد تأمروني هللا أفغير قل " - الزمر 64 - أحسن وهو كذلك وقوله :القائلين " خذ بالعرف وأمر العفو ".الجاهلين عن وأعرض - األعراف 199 - األقوال ومن :المأثورة " إن ".ومعرفة علم عن ُعبدي بل ،جهل عن ُعبدي ال هللا تجدد "كيف سلسلة من المرجو الهدف إن إيمانك « هو المعرفة واكتساب العلم طلب على ِّهّثوح ، الجهل محاربة على المسلم تشجيع ا والبرهان الظاهر الدليل على القائمة ،اليقينية العلوم من ّدْتمسُمال الواعي اإليمان إلى بالتقليد اإليمان من لالنتقال ،اليقينية ،لصحيح ت بدون ّةيبعّتال على العقيدة أصول في االعتماد من وليحذر تمنح ألنها ،والمنطق للعقل ومخالفة ،وشرعا عقال مذمومة فهي ، ي ّرو منفعته وتذهب قُرْخُيف ،وعنفوانه قوته ُفقدهي مما ،الجواهر على واألعراض ،المضامين على الشكليات فيه تطغى ّايسطح إيمانا عمرو بن هللا عبد عن .منه المقصودة - عنهما هللا رضي - :قال عليه هللا صلى هللا رسول قال :وسلم جوف في قُلْخَيَل اإليمان "إن ".قلوبكم في اإليمان يجدد أن هللا فاسألوا ،الثوب يخلق كما أحدكم - الطبراني رواه - ومعنى "اإليمان أي "ليخلق يضعف ،ويبلى من يقربك الذي العلم اكتساب خالل من إال ى َّويتقو ّدديتج أن يمكنه وال هللا قال .سبحانه وتقديره هللا معرفة :تعالى " إنما "غفور عزيز هللا إن العلماء عباده من هللا يخشى - فاطر سورة 2 - و .هللا خشية منزلة بلوغ من صاحبه نّكُمي الذي هو الحقيقي العلم أن ّنيتب اآلية ألنها ،منه مقاما وأعلى الخوف من ّأخص الخشية تساعد التي الحقة بالمعرفة مقرون خوف ،خضوعا باهلل العارف ازداد المعرفة آفاق اتسعت كلما ألن ،وترسيخه اإليمان تقوية على المبني الوعي هو التجديد ُومنطلق ،معرفته تجديد على يحرص أن المسلم على يتعين لذا ،الروحية رحلته في ّايقُر و وتفانيا وطاعة والمجت الفرد حياة في اإليمان وظيفة واستيعاب فهم على يلهمه وما ،وجمالية وأخالقية روحية ٍمعان من هَمّديق أن يمكن وما ،مع طمأنينة من وللقلب سكينة من للروح هريرة أبي عن .المعنى فقُأ في حياة بوصفه المسلم يفهمه أن ّدالب المبتغى هذا قّقيح ولكي ، - عنه هللا رضي - :قال هللا رسول قال - وسلم عليه هللا صلى - : ".دينها لها يجدد من سنة مائة كل رأس على األمة لهذه يبعث هللا "إن - داود أبو رواه - في زيغ من وقع ما إلصالح ،العقيدة فهم في وانحراف تغيير من وقع ما لتصويب حقيقته في االجتهاد هو :الدين بتجديد والمراد تبديال إطالقا يعني وال ،بالتناقضات ُّجُعت دينية ثقافة وانتشار الجهل تفشي بسبب ،بالدين المسلمين عالقة نقصانا أو قال .فيه زيادة أو " :تعالى أكملت اليوم نعمتي عليكم وأتممت دينكم لكم "دينا اإلسالم لكم ورضيت - المائدة 3 - ويرضاه يحبه ما إلى وإياكم هللا وفقني
- 4. 3 إهداء إلى الناس أعز أحبائي إلى ،قلبي ومهجة كبدي فلذة ،حياتي بإذن حين كل الطيبة خصالها تؤتي ذرية ،ربها الرضا حسن مني لكم وأصدق ،الدعاء العمر رفيقة وإلى بالرحمة الدعاء أخلص الروح وشقيقة ،والمغفرة ابتغاء يدي خطته حرف كل أهدي هؤالء إلى سبحان الحق من قربا وزادتني إليها اهتديت فكرة وكل ، هللا مرضاة ه ولكم لي وختم ، ويرضاه يحبه ما على وأيكم هللا جمعني ، على وسلم هللا وصلى ،جدير وباالستجابة قدير يشاء ما على إنه ، الدارين بسعادة .أجمعين وصبحه آله وعلى محمد سيدنا ورعايته هللا حفظ في دمتم
- 5. 4 بالسوء األمارة النفس ،ِّدمقال منذ اإلنسان شغل ما أكثر من وكنهها البشرية النفس فهم محاولة ّدَعُت ،الحواس دائرة تحت تقع ال ألنها صعبا األمر وجد لكنه وتوجهاتهم ثقافاتهم لطبيعة تخضع الموضوع هذا حول الباحثين تخمينات كانت ولما ،آثارها خالل من إال عنها يتحدث فهو لذلك .قاصرة جزئية نظرة االنساني الكيان لذلك معرفتهم تبقى العلم من أوتوا فمهما ،الفكرية أحوا بكافة والعالم بها البصير الخبير العليم وهو ،اها َّفسو خلقها الذي سبحانه هللا هو ،العظيم الكيان هذا عن الحديث يملك الذي إن ،لها خلقه؟ وهي عليه تخفى فكيف ،يكون أن قبل يكون ما يعلم ،صاحبها من بحالها خبير وهو ،شيء منها عليه يخفى ال قال :تعالى أال " ".الخبير اللطيف وهو خلق من يعلم - الملك - أمر في التفكر أهمية إلى اإلنسان انتباه لفت تعالى هللا إن ،النفس و ،التقوى أو الفجور إتيان بقابلية المتميز العجيب الكائن هذا لقد من نَّكيتم حتى ،نفسه لمعرفة اإلنسان استرشاد أجل من وانحرافها اهتدائها وأسباب النفس عن تتحدث عديدة آيات القرآن في ورد قال .المطمئنة اآلمنة الحياة له ئِّّييه مما ،القويم السلوك إلى وتوجيهها ضبطها :تعالى " يا أيها ربكم من موعظة جاءتكم قد الناس ".للمؤمنين ورحمة وهدى الصدور في لما وشفاء - يونس 57 - بحيث ،القرآن مقاصد من رئيس مقصد النفس شفاء إن اإلنسان تنبيه قصد والنفاذ بالعمق سمَّتي نحو على البشرية النفس أغوار سبر وتحذيره من مغبات .بطبيعتها الجهل سواها وما "ونفس :تعالى قال ".دساها من خاب وقد زكاها من أفلح قد وتقواها فجورها فألهمها - الشمس 7 - 9 - األلفاظ من هي القرآن في نفس كلمة إن ،المشتركة استعمالها شاع ولقد ،معنى من أكثر لها أي بها ويراد المكلف العاقل اإلنسان .ِّهتهيئ بكامل :تعالى قال " ".بالنفس النفس أن فيها عليهم وكتبنا - المائدة 45 - باإلنسان اإلنسان :أي النفس به ويراد اإلنسان تعالى هللا يخاطب وقد قال .المطابقة باب من :تعالى " إن ".هلوعا لقُخ اإلنسان - المعارج 19 - المواصفات من تحمله مما اإلنسان في ّلح بما ّ إال ّتهاينوع ّمتت وال ،وجودها م ّيتقو ال التي النفس هنا باإلنسان المراد أن ويبدو ومعنى .الفطرية :اها َّسو :الفجور هو ما مهاَّهوف فهاَّعر :ألهمها ومعنى .ويصلحها لهاِّّميك ما لتلقى مستعدة وجعلها ،للتكليف هيأها هي ما وكذلك .وعذابه هللا غضب إلى يؤدي ،ٍّ شر لكل جامع اسم وهو :التقوى الزيغ وعدم اإللهية التعاليم طاعة التزام وهي .عنها .الذميمة والخصال الموبقات من رهاَّهط من الضالل من ونجا تعالى هللا برضا وظفر فاز أي :زكاها من أفلح قد ومعنى ومعنى من خاب :ّاهاسد يشينها ما إلى َّههاجوو ،والفضيلة الخير إلى يرشدها ما عنها أخفى من وفشل خسر .ويعيبها وهذه البشرية النفس ناقضّتال بسبب مؤلما داخليا صراعا يعيش اإلنسان جعلت التي هي ،والتقوى الفجور قابلية بين المتأرجحة الصراع حقيقة وحتمية وتأصيل .أخالقية قيم من الشريعة هُّقرُت وما ،العقل يمليه ما وبين ،الجامحة النفس رغبات بين والتضارب بجالء يكشف ،والنفس اإلنسان بين المحتدم بمقدور هل :رِّّيالمح السؤال ويبقى ،الحياة قيد على الشخص دام ما مستمر صراع أنه جماح يكبح أن اإلنسان النفس؟ التساؤل هذه إن األمارة النفس جبروت أمام اإلنسان بعجز ضمني اعتراف ربما هو ،بالسوء قال لذا :تعالى "ضعيفا اإلنسان لقُخ"و - النساء 28 - . ،إطالقها على هاُلحم الكريمة اآلية في "البشري "الضعف هُجأو تفسير في األنسب أن المفسرون يرى امطلق الضعف لفظ جاء ولذلك الكريمة اآلية في :الضعف جوانب جميع ليشمل البدني القيم ابن أكده ما وهذا .والنفسي ،والعاطفي ،والعقلي ، - هللا رحمه - في كتابه ( بحيث ،اآلية تفسير في السلف أقوال بعض ذكر أن بعد )الهجرتين طريق :قال عظمَأ وضعفه ،كله هذا ُّميع ضعفه نَأ "والصواب
- 6. 5 سرعَأ الضعف هذا مع إليه واآلفات .الصبر ضعيف ،العلم ضعيف اإلرادة ضعيف ،القوة ضعيف ،البنية ضعيف إنهَف ،كثرَأو هذا من ".الحدور في السيل من والضعف يبقى قوة من أوتي مهما واإلنسان .االبتالءات أمام والصمود لُّمالتح على القدرة وانعدام ،القوة نقيض وهو :الوهن هو : .والمغريات المؤثرات ضعفهُتو ،والنزوات الشهوات هُّلتذ ،ضعيفا جوانب أربعة يشمل الضعف وهذا :اإلنسان في الجانب األول : البدن : قال :تعالى " هللا ما يخلق وشيبة ضعفا قوة بعد من جعل ثم قوة ضعف بعد من جعل ثم ضعف من خلقكم الذي ".القدير العليم وهو يشاء – الروم 54 - السعدي يقول - هللا رحمه - في :تفسيره " له ليس وأنه بضعفين محفوفة قوته وأن ضعفه العبد يري أن حكمته ومن إال نفسه من .وعتا وبغى لطغى الزيادة في قوته استمرت ولو ،وقدرة قوة إلى وصل لما له ّ ّللا تقوية ولوال ،النقص ّ ّللا قدرة كمال العباد وليعلم ".الوجوه من بوجه نقص وال ضعف وال إعياء يلحقها وال األمور بها ويدبر ،األشياء بها يخلق مستمرة تزال ال التي الجانب الثاني : العقل هذا في المنظور حدود في إال والمعرفة العلم له ّتخو ال التي المحدودة قدراته بسبب العقل ضعيف اإلنسان : قال .عليه القياس يمكن وما ،الكون :تعالى " العمر أرذل إلى يرد من ومنكم يتوفاكم ثم خلقكم هللا شيئا علم بعد يعلم ال لكي هللا إن ".قدير عليم - النحل 70 - السعدي يقول - هللا رحمه - في :تفسيره " بعد ثم ،طور بعد طورا الخلقة في ونقلهم العباد خلق الذي أنه تعالى يخبر يستكملوا أن يبلغ حتى عمره يطيل من ومنهم ،يتوفاهم آجالهم جوهر هو الذي العقل حتى والباطنة الظاهرة القوى ضعيف فيصبح ،مرحلة أخس ".الطفل كعقل عقله ويصير ،يعلمه كان ما فينسى ضعفه يزيد اإلنسان الجانب الثالث : العاطفة : تعالى قال …يحزنه أو يفرحه أو ،يبكيه أو ُضحكهي بما وتأثيرا انفعاال أسرع اإلنسان : "وأنه أضحك هو ".وأبكى - النجم 43 - السعدي يقول - هللا رحمه - في :تفسيره " ،والحزن والهم والسرور والفرح ،والشر الخير وهو ،والبكاء الضحك أسباب أوجد الذي هو ".ذلك في البالغة الحكمة له سبحانه وهو الجانب الرابع : النفس : النفسي اإلعجاز تمام من وهذا ومصيرها مدلوالتها وأهم حقيقتها عن هللا كشف التي النفس صفات أهم من : بالسوء األمارة النفس تمثل غرائز مجموعة :باعتبارها فّعرُتو ، ممارسة على كثيرة أحيانا اإلنسان ِّزّفحُت ،فيها كامنة وميول دوافع أو عقلية لمحاكمة إخضاعها دون ،الشخصية وأهوائه رغباته تلبية بدافع ّلهابفيتق ،الحيوية حاجاته ضغط تحت مغلوطة سلوكيات .شرعية /النفس تعتبر لذا الغرائز السلبية اإلنسان سلوكيات عن والمسؤول والموجه المحرك هي . قال «إن :تعالى ألمارة النفس بالسوء ربي رحم ما إال إن ".رحيم غفور ربي - يوسف 53 - أخبر لقد - سبحانه - و ،بالسوء األمر هو النفس في األصل أن اآلية هذه في ،كثيرة بمؤكدات المؤكد التقرير بصيغة ذكرها :وهي ّإن بالسوء األمر كثيرة أي )ارةَّم(أ المبالغة بصيغة بالسوء أمرها ووصف ،االسمية والجملة ،ِّدةّكالمؤ والالم .مبدعا خيرا الشر في ترى ، هذه ّأن حيث ،الوحدة هذه مع يتنافى ال والمطمئنة واللوامة ارةّماأل النفس ووجود ،واحدة نفس له اإلنسان بأن المفسرون ويرى األمارة النفس هي مرتبة وأدنى .للنفس ومراتب حاالت عن تعبيرا إال هي ما المصطلحات .بالسوء غرائزية طبائع عن عبارة وهي الجانب إشباع هو همها ،المجتمعية والقيم واألخالق المنطق تراعي وال ،األلم وتجنب اللذة مبدأ وفق تعمل ،شهوانية بأية البيولوجي ،وسيلة َّيص صاحبها من تمكنت فإذا رته :فاجرا بكل والذنوب المعاصي إلى السعي دؤوب ،الفساد إلى الميل شديد ،أصنافها يباشر .والمروءة الشرع خالف على حياته أمور الفاجر مواصفات بعض وهذه في ذكرها ورد التي :القرآن حب البقاء : ي فهو ،الموت من الخوف وسواس بسبب شديدا قلقا يعاني ي ،زائدا نفورا الموت من نفر تعلقه بسبب الدائم البقاء ريد والشهوات بالملذات .الدنيا الحياة وزينة قال :تعالى " يود "سنة ألف يعمر لو أحدهم - البقرة 96 -
- 7. 6 حب التملك : الحصول أجل من ،الدنيا الحياة زينة من يستهويه ما كل المتالك ومفرطة جامحة رغبة عنده تجد اللذة من المزيد على قال .والمتعة :تعالى وقال بآياتنا كفر الذي أفرأيت " ألوتين اوولد ماال ".عهدا الرحمن عند اتخذ أم الغيب أطلع - مريم 77 - حب التسلط : والسلطة الجاه حب إلى وغروره عجرفته تقوده ،الخاص منظوره خالل من إال خاطئ هو وما صحيح هو ما يرى ال رقاب في للتحكم المطلقة قال .العباد :تعالى " قال فرعون ما أريكم ".الرشاد سبيل إال أهديكم وما أرى ما إال - النازعات 29 - :الهلع مما فرج وال مخرج ال بأن معتقدا ،ِّّوالغم المضض به ويلحق ويجزع فييأس ،لالبتالء تعرض إذا الشديد بالخوف ُصابي قد .فيه هو "إن :تعالى قال هلوعا خلق اإلنسان ".منوعا الخير مسه وإذا جزوعا الشر مسه إذا - المعارج 19 - االستغناء : بفضل هو عمّنال من أصابه ما وأن ،خالقه عن مستغني أنها فيشعر ،والسلطة والمال القوة يمتلك حين َّربويتك يطغى إنه لسان على تعالى قال .وقدرته جهده :قارون " إنما علم على أوتيته هللا أن يعلم أولم عندي قد أشد هو من القرون من قبله من أهلك ".المجرمون ذنوبهم عن يسأل وال جمعا وأكثر قوة منه - القصص 78 - الجدل : يحاجج وقد ،ورغبته هواه يوافق ما إلثبات بالباطل .بآياته ِّبّذويك ويجادل بخالقه يكفر قال :تعالى " ولقد هذا في صرفنا للناس القرآن ".جدال شيء أكثر اإلنسان وكان مثل كل من - الكهف 54 - العجلة : يريد بل ،حاجته طلب عند يتأنى ال أو ينفعه بما أعلم هو ألنه تعالى هللا استخارة عن غافال ،الحين في بها والفوز نيلها .يضره قال :تعالى " "عجوال اإلنسان وكان - االسراء 11 - الغرور : وهو ،الخلق على واالستطالة ،والتكبر البطر إلى المؤدي والتعالي االنخداع .وعجرفة غطرسة اآلفات أشد "الكريم بربك غرك ما اإلنسان أيها يا "تعالى قال – االنفطار 6 - البخاري أخرج - هللا رحمه - عن هللا عبد عمرو بن - عنهما هللا رضي - هللا رسول قال :قال - وسلم عليه هللا صلى - : فيه كانت ومن فجر خاصم وإذا ،غدر عاهد وإذا ،أخلف وعد وإذا ،كذب َّثدح إذا من :خالصا منافقا كان فيه َّكن نَم اللُخ أربع " ".هاَعَدَي حتى النفاق من َصلةخ فيه كانت ،منهن َصلةخ الفاجر إن عدله وظلمه ،حلمه وطيشه ،عقله لسانه يسبق ،وسيلته تبرر غايته ،الحياة في ضابط وال ٌّدح لديه ليس االنتصار أجل من .تفكيره طريقة حتى أو ،تصرفاته من الكثير تفسر أن عليك يصعب ،الشخصية انفصام من حالة يعيش ،للنفس قال :تعالى وإن نعيم لفي األبرار إن " جحيم لفي الفجار "بغائبين عنها هم وما الدين يوم يصلونها - االنفطار 14 - القيم ابن يقول - هللا رحمه - : :تعالى قوله إن تحسب ال (إن لفي الفجار وإن نعيم لفي األبرار )جحيم اآلخرة نعيم على مقصور وهل ،جحيم في وهؤالء نعيم في فهؤالء ،القرار ودار ،البرزخ ودار ،الدنيا دار أعني ،كذلك الثالثة دورهم في بل ،فقط وجحيمها "النفس؟ عذاب إال العذاب وهل النفس؟ نعيم إال النعيم مسعود ابن عن - عنه هللا رضي - :قال بابُذَك ذنوبه يرى الفاجر وإن ،عليه يقع أن يخاف جبل تحت قاعد كأنه ذنوبه يرى المؤمن إن ".هكذا به فقال ،أنفه على ّمر (أشار فوق بيده الراوي )أنفه - البخاري رواه -
- 8. 7 اللوامة النفس تعالى هللا حكمة اقتضت لقد بيده واألخذ ،وإرشاده بهدايته لّفتك وإنما ،سدى يتركه وأال ،عبثا يخلقه أال باإلنسان ورحمته ومشيئته له فذكر ،األمثل والمنهج األقوم الطريق إلى معرفة أن إذ ،بها إعالمه أجل من القرآن في واإليجابية السلبية اإلنسان صفات جميع .نفسه ويجاهد األفضل إلى التغيير على فيحرص ،المستطاع قدر تجنبها على تساعده قد لإلنسان السلبية الصفات ذكر أن كما وتنميتها بها التحلي محاولة على تساعده اإليجابية الصفات الصفات أهم ومن .الضعف عناصر على االنتصار على قادرا تجعله اإلنسان ذات في والممانعة القوة عناصر أن ندرك هنا ومن اإليجابية تعالى هللا وهبها التي :لإلنسان العقل : الفكرية الشخص ملكة وهو .واإلدراكية للعلم ِّ األساس َحجر لّثُمي وبه ،ِّةوالمعرف والنافع ،الصواب من الخطأ اإلنسان ُّزيُمي قال .الضار من :تعالى " وقالوا نعقل أو نسمع كنا لو "السعير أصحاب في كنا ما - الملك 10 - خلق ُّلأض بأنهم العقلية قدراتهم لونِّّطيع الذين سبحانه وصف لقد .هللا قال :تعالى ال الذين البكم الصم هللا عند الدواب شر "إن ".يعقلون - األنفال 22 - العلم : قال :تعالى " علم ".يعلم لم ما اإلنسان - العلق 5 - ولقد ،المعرفة نور إلى الجهل ظلمات من البشر تعالى هللا أخرج العلم بفضل ".يعلمون ال والذين يعلمون الذين يستوي هل "قل :تعالى قال .قدرهم من ورفع العلم أهل على سبحانه أثنى - الزمر 9 - التفكر االختيار حرية ومنحه والضالل الهداية سبل جميع له وضح كما ،أعطاه فيما بالتفكر أمره وقد ،عديدة نعما اإلنسان هللا أعطى : هذا على بناء قال .التفكير :تعالى "يتفكرون لقوم اآليات لّصنف "كذلك - يونس 24 - التذكر األمثال هللا "ويضرب :قوله في الذاكرة قيمة هللا وضح وقد ،لإلنسان هللا منحها التي اإليجابية النعم إحدى الذاكرة نعمة إن : ".يتذكرون لعلهم للناس - إبراهيم 25 - الكرامة : قال .حيف أو ميز دون ،بإنسانيته الئقة معاملة ويعامل ُحترمي وأن ،ذاتية قيمة له تكون أن في الفرد حق هي :تعالى "ولقد ".تفضيال خلقنا ممن كثير على وفضلناهم الطيبات من ورزقناهم والبحر البر في وحملناهم آدم بني كرمنا - اإلسراء 70 - الحرية : تعني حريته ألن وشقائه مصيره سبب هي تلك وحريته ،وجوده لحظة منذ اّحر اإلنسان يكون أن سبحانه الخالق َّردق ،األخالقي ضميره بفضل الخير على كذلك ومجبول ،والفجور الشر نوازع على مجبول ألنه صعبة ومهمته ،نفسه أمام مسؤوليته .وجوهره ماهيته ّمسويج ،إنسانيته زّويعز يصون الذي االجتماع وعلماء والفالسفة المفكرون حاول ولقد ،تأويالته ّددوتع وغموضه اللتباسه متناهية بدقة تحديده يمكن ال الضمير ومفهوم مفهوما مازال ذلك ومع ،واألخالقي والعقلي المعرفي ُعدهب منحه .لتبساُم المعجم في وجاء .الحواس عن المستور هو :الضمير اللغوي المستوى فعلى :الوسيط :الضمير الوقوف ويصعب نفسك ِّيف ضمرهُت ما .عليه وفي الفلسفة :األخالقية لبعض ّةياألخالق القيمة على ومباشرة ّةيتلقائ ّةيمعيار أحكام إصدار في العقل ّةيخاص هو :الضمير ويعتبر .عليه والرقابة وضبطه األخالقي الفعل لتوجيه أعلى مصدر وهو .ّنةيالمع ّةيالفرد األفعال الذات وعي تجليات أهم أحد ،الشخصية ويلحقه ،الشر عن والتثبيط الخير على بالتشجيع ويقارنه ،باإلرشاد العمل يسبق الذي باالرتياح والشعور ،الطاعة عند .العصيان عند باأللم في والرغبة ،األخالقية القيم حب على ِّزناّفيح الذي هو بل ،فقط ّةياألخالق األفعال لقيمة عقلي إدراك صورة في ىّليتج ال ّميرضوال ،تعزيزها على العمل وفق ،األبعاد ، النفسية والخلفيات سـواء اإلنساني للسلوك الموجهة القوة هو يبقى المنطلق هذا ومن .والعقلية
- 9. 8 فعال اعتبرناه أو ،فطريا عاطفيا فعال اعتبرناه .عقليا لكونه ،الوضعية القوانين سلطة من وأشمل أوسع وسلطته وقوع يمنع ذاتية قوة ِّبّنُأيو ،حدوثه قبل الخطأ المخطئ سواء ذنبا اقترف إذا ،العلن أو السر في ُحابيهي وال .شأنه عال مهما مفكري لدى خاصة عناية الضمير عرف ولقد ،المسلمين ّةيفطر ة ّقو ّوهادوع ،الوجداني المضمون فيها يتجلى حاسة أول فاعتبروه المتعالية الفطرية الوجدان مشاعر وفي األفكار مدارك في تعالى هللا أودعها ،حدسيا ّرّشوال الخير تدرك ببعديها ،والعقلي الشعوري ّةيأخالق على الحكم وربطوا ،والسنة القرآن من المستمدة الدينية بالمقاصد وأوصلوها القوة هذه القرآن وأعطى .بنتائجها األفعال اإلدراكية :سماها أخالقي مفهوم " :"البصيرة :لغة والمعرفة الفطنة هي والخير ،والباطل الحق بين ما اإلنسان بها زِّّيُمي التي والبينة اتّذال بمراقبة القيام على والقدرة ،والحجة الوضوح معنى متضمنة وهي ،والرذيلة والفضيلة ،والشر ،ّةياألخالق ذاتي تقييم وإعطاء قال .فاتّتصر من به قامت لما :تعالى " بل بصيرة نفسه على اإلنسان ".معاذيره ألقى ولو - القيامة 14 - أعرف اإلنسان أن إلى وتوحى ،أفعال من النفس تأتيه فيما للتفكر للعقول باعثة ،لإلحساس منبهة ،للشعور موقظة قرآنية آية هذه ،ومحاسبتها مراقبتها على الحقيقي المسؤول وهو ،بأفعالها وأدرى بنفسه ،سواه أحد به يقوم ال فعل وهذا ألن أعلم الناس من أحد ال وأخطائها نفسه بعيوب منه .وذنوبها معبد بن وابصة عن - عنه هللا رضي - هللا رسول أتيت :قال - وسلم عليه هللا صلى - :فقال :فقال ،نعم :قلت البر؟ عن تسأل َ"جئت ".ك َْوتوأف الناس أفتاك وإن ،الصدر في وتردد ،النفس في حاك ما واإلثم ،القلب إليه واطمأن ،النفس إليه اطمأنت ما البر ،قلبك ِّتاستف - أحمد أخرجه - الشعور في إما تتجلى التي ،واالنفعاالت والعواطف للمشاعر الضامة الباطنية المعارف من جملة هو الضمير أن الحديث ّنييب واضطر إزعاجهما في أو ،الصواب فعل عند والقلب النفس بطمأنينة ا فعل عتد بهما .الخطأ إلى اإلنسان ق ََ َُّوفي أن :البصيرة مزايا أكبر ومن ا تأنيب ليسكت والخطأ بالذنب العتراف ويقضي ،ضميره الصراع حالة على واألخالقي النفسي التوازن قّقيتح بها ،الذاتي العالج هي وبةّتال تعالى هللا جعل ولقد ،والطمأنينة االستقرار من يحرمه الذي الداخلي ته قصد ،البشري بالسلوك المرتبطة العملية باألخالق النفس مجاهدة دون من للتوبة ِّسّسيؤ أن له ُمكني وال ،المسلم لشخصية ذيبها فالنفس .الصواب والتزام الخير طلب إلى منصاعة ،ومتوجسة متيقظة ،لوامة نفسا وجعلها التي بموازينها اإليجابية لألفكار تنصاع .األخالقي حسها فيها يتكون ذلك ومن ،بها وتتأثر عليها هللا فطرها سمعان بن النواس عن - عنه هللا رضي - :قال قال هللا رسول - وسلم عليه هللا صلى - : " ".الناس عليه يطلع أن وكرهت ،نفسك في حاك ما واإلثم ،الخلق حسن البر - مسلم رواه - الرسول كالم في المفسر فالبر .اإلنسانية النفس داخل األخالقي الحس مواقع إلى إشارة الحديث هذا في - السالم عليه - حسن بأنه ،واضطراب ُّددوتر منه قلق نفسه وفي إال عليه يقدم ال السوي اإلنسان فإن اإلثم أما ،النفس مطمئن وهو السوي اإلنسان يفعله ،الخلق األ يختلط قد ولكن وهي ،النصيحة إلى حاجة في ٍذحينئ فيكون ،الصواب وجه عليه ويلتبس ،اإلنسان على األحيان بعض في مر من وإخراجه ،والضالل الغواية من بإنقاذه كفيلة تكون وقد ،شرعية ضرورة واالجتماعية الفردية المسلم حياة في أساسية كقيمة ع ،صحيحه في مسلم أخرج .يعيشه الذي الوجودي مأزقه الداري تميم ن - عنه هللا رضي - النبي أن - وسلم عليه هللا صلى - :قال .النصيحة "الدين :قلنا ".وعامتهم المسلمين وألئمة ولرسوله ولكتابه هلل قال ؟ لمن ّةيالتخل طريق عن نفسه تزكية يجب اللوامة النفس درجة المسلم وليبلغ أي :أوال واألفكار المغلوطة المفاهيم من النفس تطهير .المشوهة ،والمنازعة المجاهدة بواسطة المسار وتعديل االعوجاج تصحيح قصد ،والتقصير الضعف مواطن إدراك على والعمل لمع هللا وإن سبلنا لنهدينهم فينا جاهدوا "والذين :تعالى قال .والمشاعر األفكار على تهيمن التي المتناقضات إلقصاء والترويض العنكبوت "ـ .المحسنين 69 ـ الجنيد َّرسف ولقد - هللا رحمه - جاهدوا "والذين :تعالى قوله فينا " بمعنى : ".اإلخالص َلُبُس لنهدينهم بالتوبة فينا همَءأهوا جاهدوا "والذين
- 10. 9 ال فهو فعل دون فقط اللفظي النقد أما ،واألفكار التوجهات في مَّكتتح التي المفاهيم وتصحيح الجهل بُجُح بنزع إال تتم ال والمجاهدة يغير طبعا ،فاسدا تعالى قوله في سبحانه الحق ذمها وقد ، ظلمة إلى ظلمة من خرجكُت مكابرة هو بل ،بمجاهدة ُّدُعي وال مقتا ُربَك " : الصف "ـ تفعلون ال ما تقولوا أن هللا عند 3 ـ ِّظّقمتي الوعي إبقاء مع ،بناءة فكرية بمنظومة ،المشوهة واألفكار المغلوطة المفاهيم استبدال وتعني :الثاني المقام في تأتي والتحلية ا ،الرذائل ونبذ الفضائل وإثبات ،الصواب لتحري والتشبث قال .الحميدة بالقيم :تعالى " إن ".السيئات يذهبن الحسنات - هود 114 - إلى المسير طريق على اإلنسان فتضع ،األخرى تخدم فيها مرحلة كل ،ومتفاعلة متكاملة منظومة جسدُت والتحلية التخلية إن مقرا هللا ،وضالله هِّّيغ في متمادي غير بذنبه تزكيتها عن المسؤول هو ،صاحبها بيد النفس مصير ويبقى ،ِّهاّسد أو لزمامها المالك وهو البوصيري الشاعر وصدق ،الصواب أو الخطأ إلى إما توجهها في والمتحكم - هللا رحمه - الب قصيدة في :قال حين ،ردة والـنفس كـالطفل إن تـهمله شـب على حـــب * الــرضـاع وإن تـفـطمه يـنـفطم
- 11. 10 النفس المطمئنة النفس تصبح كيف مطمئنة؟ قال :تعالى " المطمئنة النفس أيتها يا "جنتي وادخلي عبادي في فادخلي مرضية راضية ربك إلى ارجعي - الفجر 5 - حسن و ،والحذر الدقة محور على والتزكية بالمجاهدة دهاّهيتع بحيث ،صاحبها وعزيمة بإرادة إال مطمئنة تصبح لن النفس إن و ،تعالى هللا طاعة على واالستقامة االمتثال ،غرائزه على الذاتية المراقبة إحكام من نّكيتم أن إلى ،إليها والسعي الهداية طلب ،للصواب منساقة خاضعة ويجعلها أنداك عنها فيزول ،الجسدية الرغبات سيطرة من رّوتتحر ،االطمئنان مرتبة إلى النفس تصل ،وانزعاجها واضطرابها قلقها الشهوات تهاّمه علو أمام تتضاءل بحيث ،والعرفان اإليمان أفق في الكماالت َجأو بلغت ألنها ،تعالى هللا مرضاة سوى آخر ٍف ُّتشو ّيأ لصاحبها يبق ولم ،والنزوات فت َّديالمؤ المبين الحق على أصبحت ألنها كلها جوارحه طمئن .والبراهين باألدلة علي بن الحسن عن - عنهما هللا رضي - :قال هللا رسول من حفظت " - وسلم عليه هللا صلى - : " إلى يريبك ما دع ال ما ".ريبة الكذب وإن ،طمأنينة الصدق فإن ،يريبك - الترمذي أخرجه - إلى ترتاح المطمئنة النفس بأن الحديث يفيد ،الصدق من وتنزعج ،الكذب الشيء من المؤمن وارتياب منبئ للباطل مظنة كونه عن ، ،بحقيقته مشعر للشيء وطمأنينته للحق فينصاع نفاق أو رياء دون تعالى هللا في ّابح هللا حب ويصبح ،مواربة أو المسيطر هو والمهيمن كيانه على يفزع فال . ألنه ،واالبتالءات الملمات عند دون هللا بحب متعلقا قلبه وأصبح ،سبحانه خالقه إلى أمره زمام مّلس قال .سواه :تعالى " والذين آمنوا ".هلل حبا أشد - البقرة 165 - بهذا يدعو وسلم عليه هللا صلى الرسول كان :قال الخطمي يزيد بن هللا عبد عن :الدعاء " حبه ينفعني من وحب حبك ارزقني اللهم ".تحب فيما لي فراغا فاجعله أحب مما عني زويت وما اللهم ،تحب فيما لي قوة فاجعله أحب مما رزقتني ما اللهم ،عندك - أخرجه الترمذي - " :تعالى قال .للعبد وتعالى سبحانه هللا حب وهو أال ،ذلك من وأعظم أرقى حب وهناك فسوف يأتي هللا يحبهم بقوم ".ويحبونه - المائدة 54 - لعباده سبحانه حبه بأن اآلية ّنيتب ،أسبق ،بتعاليمه ويلتزم هللا ّحب في يتفانى الذي هو الصدوق والمؤمن ،إليهم منه عظيم ٌلفض وهذا .سبحانه ونواهيه ألوامره وامتثاله طاعته بفضل نفسه في ِّماّكمتح قويا فيصبح عنه هللا رضي هريرة أبي عن :قال هللا رسول قال عليه هللا صلى :وسلم " خير القوي المؤمن من هللا إلى وأحب المؤمن الضعيف ، كل وفي ،خير باهلل واستعن ينفعك ما على احرص :قل ولكن ،وكذا كذا كان فعلت أني لو تقل فال شيء أصابك وإن .تعجز وال " شاء وما هللا َّردق ،فعل ".الشيطان عمل تفتح لو فإن - مسلم رواه - بالمعروف يأمر ،والتجبر والتعدي ،والهوان الذل يقبل وال يرضى ال ،شريفة حياة من نهّكمُت التي القوى كل تشمل هنا المؤمن وقوة الئم لومة يخاف وال ،المنكر عن وينهى إرشاد بدون له قوة ال ألن تشريعيا ونظاما تربويا منهجا للقرآن العليا المقاصد خذاّتُم ، .واألرض السماوات مقاليد بيده ممن وتوجيه :تعالى قال " والذين بالمعروف وأمروا الزكاة وآتوا الصالة أقاموا األرض في مكناهم إن الحج "ـ األمور عاقبة وهلل المنكر عن ونهوا 41 ـ ومن المؤسف بسبب فُعتض قد النفس أن وتطوير العلم طلب عن والتقاعس ،الهمة فتور ،المعارف المجاهدة من والتهرب والتثاقل ،ِّعةّدال إلى والخلود المشفوعة بالعبادات دعمها يجب وتتكامل ولتتقوى قال .بالذكر :تعالى " أال هللا بذكر قلوبهم وتطمئن آمنوا الذين "القلوب تطمئن هللا بذكر – عمران آل 191 - الكون آيات في والتدبر التفكر خالل من ،سبحانه الخالق عظمة لمعرفة العقل استخدام هو اآلية في هللا ذكر من والمراد الذكر خاذّتوا عقدُت نية مجرد ال ،كامل حياة كمنهج ،بالقلب قالُت كلمة أو ،باللسان المؤمن تزيد ،عديدة مظاهر خالل من تتجسد علوية حقيقة هو بل نُتو القلب طمئنُتو ،السلوك في واستقامة خالقَالا في رفعة ز النفس على السكينة ل وتهدئ الذي الذكر حقيقة هي وتلك ،الجوارح " :تعالى قال .سبحانه الحق به أمر أكبر هللا ولذكر ".تصنعون ما يعلم وهللا - العنكبوت 45 -
- 12. 11 الدرداء أبي عن - عنه هللا رضي - عليه هللا صلى هللا رسول قال :قال :وسلم عند وأزكاها أعمالكم بخير أنبئكم "أال وأرفعها ملككم .بلى :قالوا ،أعناقكم ويضربون أعناقهم فتضربوا عدوكم تلقو بأن لكم وخير ،والورق الذهب إنفاق من لكم وخير ،درجاتكم في :قال ".تعالى هللا ذكر – الترمذي رواه -
- 13. 12 الخطأ حتمية من معصوم المؤمن هل الخطأ؟ أنس عن مالك بن - عنه هللا رضي - هللا رسول قال :قال - وسلم عليه هللا صلى - : " كل بني خطاء آدم ".التوابون الخطائين وخير - رواه الترمذي - و ،إنسانية لفطرة تجسيد وهو ،اإللهية التعاليم وتجاوز ،الصواب عن الحيد هو الخطأ بأشكال الناس كل خبره الذي الحدث وهو اإلنسان طبائع عن يكشف الذي وهو السلوكية انفعاالته بذبَذَتو ،اإلنسان نفسية جوانب إلى ترجع ،متباينة وانفعاالت ٍوبمعان مختلفة .باستمرار المتبدلة أحواله في وسلوكياته والغاية أن هي اإلنسان خلقة أصل في المركوز البشري الخطأ من كمخلوق يشعر ببشريته عباس ابن عن .بليغة حكمة ذلك من وله إال الصفة بهذه اإلنسان ليخلق وعال جل هللا كان وما ،وآن حين كل في خالقه إلى وبحاجته - عنهما هللا رضي - :قال هللا رسول قال - وسلم عليه هللا صلى - : ".لهم ليغفر يذنبون بقوم تعالى هللا لجاء تذنبوا لم لو " - أحمد رواه - ،الفعلية صفاته تفعيل في تتجلى الربانية الحكمة أن الحديث من ّنيويتب وتنفيذها ف ،خلقه شؤون جميع في منتزعة الفعلية الصفات يوصف التوبة على وبقدرته ،بالغفار يوصف المغفرة على فبقدرته ،الفعل تحقق بعد إال بها تعالى وصفه يصح وال ،الفعل مقام من صفة تجمعها جدا كثيرة وهي ،الفعلية الصفات من ذلك غير إلى ،بالتواب .القيوم الذنوب ارتكاب على تحريض الحديث في وليس لمن بالمغفرة تبشير فيه ولكن ،البعض يتوهم كما يخطئ .فيذنب نفسه مع أو ،ربه حق في سواء أبدا حياته في يخطئ لم إنسان يوجد وال .البشري للسلوك العادي النطاق من جزء الواقع في والخطأ .فيه اإلنسان وقوع بعد إال الخطأ من التفكير يتحرر وال ،يخطئ ال ِّرّكيف ال ومن ،يخطئ ِّرّكيف من وكل .غيره مع أو اإلعجاز ومن .رحمته سعة على وداللة بشارة وهذه ،الخطأ اجتراح آيات على التركيز من أكثر الصالح العمل آيات على التركيز ورد لقد القرآني ولكي الخطأ ارتكب أنه يعني ،حقا مخطئا الشخص يكون من عليه سيترتب بما متوقعة معرفة مع ،اإللهية بالتعاليم واستخفافا عمدا :تعالى قال .وفساد وظلم معصية " مصلحون نحن إنما قالوا األرض في تفسدوا ال لهم قيل وإذا هم إنهم أال ،المفسدون ال ولكن ".يشعرون - البقرة 11 - 12 - يقلب ممن وأشنع أفظع خطأ هناك وهل ،الحقائق .عدل أنه ّعيدوي الحق على الباطل ُعلييو ،إصالح أنه َّعيدوي األرض في ُفسدي المخطئ يجعل ألنه المذموم الخطأ هو وهذا يتمادى .له تبين متى للحق يعود أن ويرفض بالباطل عنه ويجادل عليه ُّويصر ،ّهيغ في قال :تعالى " وإذا ".باإلثم العزة أخذته هللا اتق له قيل - البقرة 206 - بآثاره تساهال وإما ،الشرعية بالضوابط الجهل بسبب ،قصد بغير آخر يأتيه وقد قال .ونتائجه :تعالى من "أنه عمل منكم بجهالة سوءا تاب ثم "رحيم غفور فأنه وأصلح بعده من - األنعام 54 - زهّفوح ،واالنكسار واإلنابة التوبة على وحمله ،وابّصال إلى ّههبن إذا له مفيدا يكون وقد ،خطائه من يستفيد الذي هو القوي والمؤمن قال .األبرار المتقين دائرة في ُدخلهي وهذا ،الخيرات فعل على :تعالى " والذين فاستغفروا هللا ذكروا أنفسهم ظلموا أو فاحشة فعلوا إذا هللا إال الذنوب يغفر ومن لذنوبهم ".يعلمون وهم فعلوا ما على يصروا ولم - عمران آل 135 - السكندري هللا عطاء ابن يقول - هللا رحمه - : " .استكبارا أورثت طاعة من خير ،وانكسارا ذال أورثت معصية َّبُر " قول على للجرأة مصدرا الخطأ عن االعتذار ويعتبر ،الحق وحواء فآدم .والمغفرة العفو لطلب ووسيلة - السالم عليهما - لما عصيا ُحاوالي ولم المغفرة بطلب وسارعا ،بذنبهما اعترف ربهما .التبرير تعالى قال ظلمنا ربنا "قاال: وترحمنا لنا تغفر لم وإن أنفسنا ".الخاسرين من لنكونن - األعراف 23 -
- 14. 13 موسى وأخطأ - السالم عليه - فغفر ربه واستغفر بذنبه واعترف ،شيعته من أحد لمناصرة القبطي قتل حينما قال .له :تعالى " فوكزه موسى مبين مضل عدو إنه الشيطان عمل من هذا قال عليه فقضى نفسي ظلمت إني رب قال الغفور هو إنه له فغفر لي فاغفر ".الرحيم -- القصص 15 - 16 هو الخطأ من المخرج أن بجالء ّنييتب الذكر السالفة اآليات خالل ومن االعتراف المعصية وإبدال المغفرة وطلب ،بالذنب واإلقرار .والمشاهدة الحضور إلى الغيبة من واألوبة ،والتفكر التذكر إلى الغفلة من واإلنابة ،بالطاعة وسيلة هي والتوبة للنقد إلصدار الذاتي السلوك على قيمة حكم ،المعيوب سوي بسلوك وإبداله تركه على والعمل :وشروطها :أوال االعتراف : يدرك أن يقتضي وهو المخطئ الخاطئ الفعل آثار إلزالة ،واقعي إصالحي سلوك إلى فيبادر ،فعله فيما تقصيره قال .الواقع :تعالى " إن ".السيئات يذهبن الحسنات - هود 114 - :ثانيا عدم اإلصرار : .البشرية النفس في مستقرة عادة إلى الخطأ ل ّفيتحو ،عنه ُقلعي ولم ويلزمه الخطأ على ُتبيث من هو والمصر قال :تعالى " وكانوا ".العظيم الحنث على ونُُّصري - الواقعة 46 - :ثالثا الندم : إلى فيسعى ،فعل ما ويكره ويحزن نفسه فيلوم ،ذنب من ارتكب ما على والتأسف واألسى بالحزن الشخص إحساس هو قال .الخيرات فعل :تعالى " إنهم يسارعون كانوا في ورهبا رغبا ويدعوننا الخيرات "خاشعين لنا وكانوا - األنبياء 90 - عدة وردت ولقد عليها للتغلب وسبل أسباب له ّرسي بل ،أخطائه من صُّلللتخ قدرة وال حول بدون اإلنسان يترك لم تعالى هللا إن قال .مقاومتها كيفية له ّنيوب ،لها االستسالم من رهّذوتح ،األخطاء بّنلتج ّههبتن قرآنية آيات تعال ى : " من وأما ونهى ربه مقام خاف الهوى عن النفس ".المأوى هي الجنة فإن - النازعات 40 - 41 - ،الخطأ في الوقوع من اإلنسان لمنع سببا يكون الذي الدافع تعالى هللا من الخوف ُعدي في االرتكاز قطةُن هي الهوى عن النفس فنهي ،الهداية فهو .باختياره العبد لفعل جزاء وتقع ،وجل عز هللا فعل من وهي إرادة ذو ،حرة ّزييم لكي عقلية قدرات سبحانه وهبه وقد .اختياره مسؤولية وحمله ،والضالل الهدى طريق له ّنيوب ،هّلود وأرشده ،والصواب الخطأ بين " :تعالى قال كسبت بما نفس كل ".رهينة - المدثر 38 - القرطبي قال - هللا رحمه - في :تفسيره " كل مرتهنة أي رهينة كسبت بما نفس ،بكسبها مأخوذة ،بعملها ".أوبقها وإما خلصها إما هي الخطأ إصالح وبداية أال الطبيعي سياقه في الضعف ذلك وضع على العمل ثم ،ضعيف أنه اإلنسان ينسى بأن يدرك أن هو لضعفه اإلنسان استيعاب من الغاية وإن به يبتليه ما وأعظم للعبد تعالى هللا ِّرهّديق ما أفضل هي الربانية الهداية يكشف القرآنية النصوص استقراء أن والواقع ،الصالح للعمل وتوفيقهم بهم لطفه بمعنى للناس هللا فهداية .الضالل هو عليه ِّرهّدويق تزكيت قصد ومحاسبتها النفس مجاهدة يتطلب إليها والسعي الهداية أن قال .ها :تعالى "أناب من إليه ويهدي - الرعد 27 - .سواه دون هلل العبودية سياق ضمن بتعاليمه واالستمساك الصواب وتحري ،العمل في واإلخالص بالتوبة هللا إلى رجع :أناب ومعنى قال :تعالى " وعباد ".سالما قالوا الجاهلون خاطبهم وإذا هونا األرض على يمشون الذين الرحمن - الفرقان 63 - ،الصواب عليه ُبنىي الذي األساس وهي ،للتقوى الموصل القويم السبيل هي العبودية صدق إن بمحبة المؤمن مشاعر تتدفق بحيث وخشيته هللا الذاتية التجارب كل على مفتوحا ليصبح ،الحق عن المختلفة والحجب الغفلة أستار زالُت ،الرؤيا هذه على وتأسيسا ، وجدانية شعورية حالة ليست التقوى وبالتالي ، والمعرفية سكونيه الغير ،بالحق التشبث من المسلم نّكمُت معرفية منظومة هي بل ، التصور عن المنعزل االعتقادي القلب بها ويطمئن الحس بها يمتلئ التي ، المباشرة الذاتية الشخصية التجربة على القائم ، الصحيح ،كالم دون ،الحق إلى عباده هدى الذي هو سبحانه هللا ألن إليهم َّبهبوح قلوبهم في وزينه عن تصدهم فتنة للبعض تكون قد ولكن ، تعالى قال ، الحق قبول " معرضون عنها وهم عليها يمرون واألرض السماوات في آية من "وكأين: يوسف ـ 105 ـ القشيري قال - هللا رحمه - مع تفسير في ن كانت ْوإن األدلة " :األية ى البصائر كانت إذا ِّينْغت فما ظاهرة كما مسدودة َ الشموس أن ".مردودة بالعمى اإلدراك عن األبصار كانت إذا ِّينْغُت فما طالعة كانت وإن
- 15. 14 نهج واعتماد النفس مكاشفة على والتدريب ،منها واالستفادة أخطائه من التعلم كيفية في اهتمامه زّكُري الذي هو القوي المؤمن إن التربية وقيم النبوي والهدي الكريم فالقرآن .أخرى مرة فيها الوقوع بلُس وتجنب ،والصدق المصارحة أن لنا أوضحت ،السليمة نحو نستثمره كيف هي الخطأ مع التعامل في ومهمتنا ،البشر طبيعة من الخطأ .األفضل عبد طه يقول :الرحمن لن المحاسبة فإن وعليه .عليه ويتوب له هللا يغفر عبد وجود ضرورة إلى يحيل والتواب الغفار هللا "واسم توبتنا عدم على ستكون المحاسبة فإن آخر تعبيرا استعملنا وإن ،خطأ من به نقوم لما إدراكنا عدم في بل ،الخطأ مجرد على تكون :أمرين إلى يشير التوبة عدم ألن ،الذنب من بما اكتراثه وعدم ،يفعله بما اإلنسان وعي عدم .يفعله قال :تعالى " التوابين يحب هللا إن ".المتطهرين ويحب - البقرة 222 - محمود مصطفى يقول - هللا رحمه - حق لنا يكون أن دون للحرية معنى وال ،الخطأ اقتضت والحرية ،أحرارا أرادنا تعالى هللا "إن : أو مسؤولية أي توجد أن يمكن ال ،والعقل الحرة اإلرادة وبدون ،والطاعة المعصية بين ّالحر واالختيار ،والصواب والخطأ التجربة ".مساءلة ،والحزن لليأس بابا مُظع مهما الذنب تجعل فال ،اإلحسان وكثير التجاوز عظيم ،ِّترّسال ُلجمي وعال َّلج هللا أن اعلم هللا في أخي .عليائها إلى بها لالرتقاء وطريقا ،أهوائها خلف االنسياق من والحذر ،النفس لتطهير مفتاحا اجعله ولكن قال :تعالى " قل يـ ا عبادي تقنطوا ال أنفسهم على أسرفوا الذين من جميعا الذنوب يغفر هللا إن رحمة ".الرحيم الغفور هو إنه - النساء 93 - وتوفيقه هللا بعون َّمت